- أ.دعاء عيد
- 2024-09-12
- 3:06 م
#فقدان_الشغف
كثيرا ما يتكرر على مسامعنا ذاك السؤال.. ماذا نفعل في أوقات نفقد فيها الشغف ؟
فلا نستطيع أن نقوم بعمل اي شيء حتى الأعمال التي نهوى ونحب بل ونسعد بالقيام بها ….عزيزي/عزيزتي
إن الشغف هو ميل النفس لما تهواه وتحبه و قد يتحكم بها هواها حسب المزاج والحالة التي تمر بها ومن ثم تتفاعل وتعطي في حالات السرور والفرح والراحة فقط وتمنع و تسكن و تنزوي علي نفسها في أوقات الحزن والإحباط وما يشبهها مما يعتمل بالقلب من مشاعر، وهنا يظهر جليا أنها تثمر وفق ظروفها المحيطة وحسب ثم نراها تمنع وتحجب نورها غير مبالية بالمسؤولية أو بالهدف الذي تسعى من أجله .
ولعلك قد تستنكر /تستنكرين هذا بتعليق تكون كلماته (دعينا من هذه العبارات الفلسفية التي تنأى عن الواقع والتجربة،
وأنك لا تمرين بما أمر الآن به؛ فكفاك تنظير.
حسنا عزيزي/ عزيزتي أنتم على حق، فقد قال عز وجل في كتابه العزيز (. بل الإنسان علي نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) القيامة الآية 14
لكني أشير هنا إلى معنى ذكره ابن القيم، وهو أن مدار الكمال الإنساني أمرين:-
1- أن يعرف الحق من الباطل
2-أن يؤثر الحق علي الباطل،ومن منا لا يفرق بين الحق والباطل، ولكن القليل هو من يأخذ الحق ويترك الباطل،و إذا سألنا العقل هنا عن هذا الركود الذي ندعي أنه فقدان للشغف، فماذا عساه يقول عنه؟!
هل يوافقه أم يرفضه؟
هي فكرة نحن من يربيها في أنفسنا، وأنا صدقا لا اتفق مع هذه التسمية، ولكن قد تنتاب المرء لحظات يحتاج فيها لبعض الراحة بعد الرحلة؛ ليستعد للقيام بأخرى شريطة أن يعلم ذلك ويفقهه؛ فلايستميله ليطول به الوقت وهو مايزال كذلك.
وإن سميته أنت عدم الرغبة وانعدام القدرة على عمل أي نشاط تحبه؛
فخلاصة ماقيل في ذلك هو ألا نقطعها بالكلية فإذا كنا نقرأ خمسين صفحة يوميا، فلنداوم علي ما لا يمكن تركه؛ لانه قليل جدا وهو على سبيل المثال صفحة أو صفحتين.
وإذا كنا نكتب مقالا كاملا كل يوم فلا نترك يومنا يمضي دون أن نطمن أقلامنا عنا بأن نكتب ولو سطرا واحد،
وإن لم يجدي ذلك كله فلنستخدم لذلك بديلا مؤقتا، وهو السماع بود كاست أو برنامج لمن نرتاح لهم حتى ينتعش العقل و يأخذنا لبعض الوقت خارج نطاق الراحة الخاص بنا في تلك الأيام،
نشاط واحد فقط خارج الروتين اليومي المعتاد،
والأهم من ذلك كله أن تأخذ نفسك في نزهة على انفراد وتسمع منها ماتود أن تهمس به؛ لكنها أبصرت دون سؤال أن وقتك لم يسمح لها بذلك.
وأخيراً
هذه الأوقات كلما طالت زاد أثرها، و استهلكت منك جهداً أطول في الخروج منها سالما؛
لذا عليك الالتزام ولو بالقليل في كل مرة حتى تتكون لديك نقاط مرجعية تذكرك حين تزورك هذه اللحظات
أنك تستطيع العمل في ظل اختلاف المشاعر المتقلبة في داخلك؛
سيقذفها عقلك في قلبك،
أنك بفضل الله قادر/قادرة
ولا تنسى أن تعقد مقارنة بسيطة بين استمرارك في اتباع هوى النفس التي تتعلل بالحجج كما تتنفس لا يغلبها غالب سواك حين تخبرها أن الأفضل في المقارنة هو الوجه الآخر وجه الاستمرار والمقاومة، ولا سبيل للخروج من مشاعر السوء إلا بالتقدم للأمام ولو بخطوة واحدة.
و لنعرّج سريعا هنا على أمر الله لنا بالقيام بالصلاة في كل الأوقات، ثم التخفيف الذي أخبرنا به سيد الأنام- صلى الله عليه وسلم-والذي تدرّج من إن لم تستطع واقفاً فجالسا، وإن فقدت القدرة فلا تتركها ولو كنت نائما علي جنبك، بل و يتخطى ذلك إلى أن تورد أعمال الصلاة على قلبك، أنت بحاجة لها حتى في أشد أوقات الضعف، لا يمكن أن نستغنى عنها؛ لأنها تأخذ بأيدينا إليه سبحانه،
وعليك هنا أن تقتدي فلا تفلت من يديك كل ما يجعلك تزهر؛ وأنت في لحظات وهنك أشد عوزا له،
ونحن في الظلمة ينقصنا النور فنفتش ولو عن شعاع خافت منه لنطمئن؛
وقد لا نبالي به ونحن ننعم في النهار بضوء الشمس.
استعن بالله ولا تعجز، ثم انطلق
جدد النية، واعقد العزم؛ فإن فيك
هبة من الرحمن اصطفاك بها،وهي روحك التي نفخها فيك منه سبحانه.
اشرقوا
سلسلة : #على_هامش_البصيرة
#فقدان_الشغف